زميلاتي وزملائي السيدات والسادة تدريسيو جامعة الأنبار الأكارم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
يَطيبُ لي اليومَ أن أخاطبَكم خطابَ الأخ لإخوته، فالظرف الحالي يستدعي التعاونَ من الجميع وتكاتفَهم لاجتياز المرحلة.
زملائي الأعزاء.. إن الواجبَ الديني واللُّحمةَ الوطنيةَ والالتزامَ الأخلاقيَّ تُوجِبُ علينا أن نتعاملَ مع الوضع الحالي بالحكمة، وأن نكون بمستوى المسؤولية التي يحتمُها الظرفُ الاستثنائي الذي يعصف بنا جميعاً.
إنني أتوسَّمُ بكم زملائي الكرام التمكنَ من تجاوزِ هذه المرحلة، فقد أثبتُّم في أكثرَ مِنْ مناسبةٍ أنكم أهلٌ للمسؤولية وتجاوزِ الأزماتِ والتجاوبِ معها بروحِ التحدي، وقد لَـمَسَ البعيدُ قبل القريب كيف كان تجاوبُكم مع أزمة التهجير، فكانت كيفيةُ تعاطيكم مع الأزمة تجربةً تستحقُّ أن تُدرَّس.
واليومَ كررتم الإصرارَ نفسَهُ على تجاوزِ أزمةِ الوضعِ الصحيِّ التي تعصفُ بنا اليوم، وها نحن قد بلغنا نهايـتَها وشارَفْنا على اجتيازِها بإذن الله تعالى..
زملائي الأعزاء.. إنني أُهيبُ بكم اليومَ أن تنظروا إلى أبنائنا الطلبة بعين الأبوة، وأن تُغلِّبوا جانبَ الرحمة، كما هو عَهْدُنا بكم، وكما لَـمَسْناه منكم إبَّانَ أزمة التهجير.
كلُّكم ـ أيها الزميلات والزملاء الأعزاء ـ يعلمُ وَضْعَ البلد وظروفَهُ الاقتصاديةَ والاجتماعية، وزاد الوضعَ سوءً حَظْرُ التَّجْوال الذي عانَى منه الجميع، وخُضْنا تجربةً جديدةً علينا لم نعهدْها، تمثلت بالتعليم الإلكتروني الذي ينقطع فيه التواصلُ الفَعَّالُ بين الأستاذ والطالب، وكنا نأملُ أن تنتهيَ الأزمةُ وتعودَ الحياةُ إلى طبيعتِها ويُستأنَفَ الدوامُ وتتمُّ مراجعةُ بعضِ المواد، ليتمَّ بعد ذلك إجراءُ الامتحانات في القاعات الامتحانية في رحاب جامعتنا، إلا أن تفاقُمَ الأزمةِ الصحية وازديادَ عدد الإصاباتِ بوباء كورونا بشكل متسارِعٍ فَرَضَ على الوزارةِ واقعاً لم نكنْ نأملُهُ، وتمَّ اتخاذُ القرارِ بأن يكونَ الامتحانُ النهائيُّ إلكترونياً، وهذه تجربةٌ جديدةٌ ثانيةٌ لم نعهد لها مثيلاً...
أيها السيداتُ والسادةُ التدريسيون: إن الجميعَ يعلمُ وَضْعَ طلابِـنا وظروفَهم الاقتصاديةَ والاجتماعيةَ التي هي ليست مثاليةً، وقد لا تلائمُ ظروفُ الكثيرين منهم إجراءَ الامتحانِ الإلكتروني، ثم إن هذه التجربةَ الجديدةَ على طلابنا ولَّدتْ شعوراً بالقلقِ الشديد لدى طلابِنا وأهليهم خوفاً على مستقبلهم... والآن تتجهُ أنظارُ الجميع وترنو أعينُهم نَحْوَنا ـ نحن الأساتذة ـ، فاليومَ يأتي دورُنا لِنَبْذُلَ ما يتوجب علينا في ظل هذه الأزمة الخانقة، فلكلٍّ يومُهُ وميدانُه، للجنديِّ يومُهُ وميدانُهُ وللطبيبِ يومُهُ وميدانُهُ ولم يقصروا في واجبهم فلهم مِـنَّا جزيلُ الشكرِ وعميقُ التقدير، واليوم يومُنا ـ نحن الأساتذة ـ والميدانُ ميدانُنا لنبعثَ رسائلَ طَمْأَنةٍ لأبنائنا الطلبةِ وأهليهم، ونقول لهم: لا داعي للخوف والقلق، فالطلبةُ في أيدٍ أمينةٍ رحيمة، إنهم بين أيدي آبائهم وليسوا أقلَّ رحمة بالطلبة من أهليهم..
هذه رسالتي لكم زملائي في ظل هذا الظرف: الجميعُ ينـتظر منكم التعاملَ الأبويَّ الرحيم ببناتنا وأبنائنا الطلبةِ الأعزاء، وأن لا نكونَ سبباً في إضافة همٍّ إلى هموم الناس وأبنائهم، بل لنكنْ سبباً في بثِّ روحِ الأملِ والطمأنينةِ وإدخالِ السعادةِ في قلوب أبناء وطننا العزيز.
وختاماً... أسأل الله التوفيق للجميع، وأن يكشف عن بلدنا وعن العالم أجمع هذا البلاء، إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أخوكم
أ.د.مشتاق طالب الندا