بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة الحضور ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طيب الله أوقاتكم بالخير والبركات وأُسعدتم صباحاً
إنه صباحٌ آخر من صباحات التحدي والعطاء فـي سفر العمل والاصرار على مواصلة التميز والرقي لجامعة الأنبار .
وإنه لـمن دواعي الفرح والفخر والاعتزاز أن تقيم جامعة الأنبار هذا الـمؤتمر متمثلةً بكلية العلوم تلك الكلية التي خرجت الكثيرَ من العلماءِ وساندت كلياتِ الجامعةِ الأُخرى وامتد عطائُها ليشمل جميع وزارات ودوائر العراق بل تعدا ذلك إلى خارجهِ مع شركة توزيع الـمنتجات النفطية/ فرع الانبار والذي حملَ عنواناًً مشتركاًً بين الـمؤسستين (العلم والطاقة ركيزتا الاعمار) وإنها ايضاًً لبهجةًً كبيرةًً بأننا نُقيم هذا الـمؤتمر بعد عودة الجامعة إلى موقِعِها الأصل كعودةِ الـمنتصرين بعد رحلةِ نُزوحٍ دامت ثلاثُ سنواتٍ صعابٍ عانت فيها الجامعة من ظروفٍ استثنائيةٍ كانت فـي غاية الصعوبةِ وفـي ظل الـموازنات الصفريةِ للجامعة ليكون الـمؤتمر الأول للجامعة بعد العودة الكلية . والحمد لله الذي أمدنا بالقوةِ والصبرِ والاصرارِ لتخطي تلك الظروف وتحويلها الى طاقات ايجابية لتحقيق النجاحِ والتفوقِ وهذا ما حصل وبشهادة الجميع .
ومع تلك الظروف الاستثنائيةِ القاهرة إلا أنَّ مسيرةِ الجامعة العلمية كانت على خطٍ بيانيٍ متصاعدٍ حيث حققت مراكزَ متقدمة على مستوى الجامعات العراقية والعربية وهو ما لم تُحققه جامعات عراقية أخرى تنعمُ بالأمانِ والاستقرارِ ، وفـي هذا السياق فإن الجامعة لم تُضيّع سنةًً واحدةًً على طلبتِها فـي إكمال مشوارهم العلمي حيث خرّجَت الجامعة ثلاث دفعاتٍ وهي فـي مواقع النزوح والتهجير .
وعلى الرغم من حجم الدمار الكبير الذي تعرضت له الجامعة وكما تشاهدون إلا أن الجامعة لم تستسلم بل لثمت جراحها وشمرت عن سواعد أبنائها وبدأت مرحلة الإعمار مع بداية العودة التدريجية وبإمكانيات ذاتية للكليات ورئاسة الجامعة فضلاًً عن حركة التنسيق الـمستمرة لرئاسة الجامعة مع الجهات الساندة الـمختلفة مما نتج عنه إكمال بعض الـمشاريع وأخرى فـي طور الإكمال ، فالشكر كل الشكر لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي لدعمها اللامحدود للجامعة وضمن الامكانيات الـمتاحة ، والشكر والعرفان والامتنان موصولٌ إلى برنامج UNDP ، وكذلك صندوق إعادة إعمار الـمناطق المـتضررة من العمليات الارهابية ومحافظة الأنبار ووزارة الهجرة والـمـهجرين لدعمهم ومساندتهم الجامعة فـي فترة النزوح وما تلاها من تنفيذ لمـشاريع إعادة الإعمار فـي الجامعة ، حيث استطاعت رئاسة الجامعة بتحركاتها الـمضنية على مختلف الجهات والاصعدة أن تؤهل ما لا نستطيع أن نقول عنه إنه مثالياًً ولكن ضمن الـمعايير الـمـقبولة التي تتوافق مع الـمسيرة العلمية والاكاديمية للجامعة ورسالتها الى الـمجتمع .. لذلك هي دعوةٌٌ مفتوحةُُ الى مختلف الجهات الحكومية منها وغير الحكومية فـي مد يد العون للجامعة والـمساهمة فـي إعمارها لأن الجامعات تمثل الخط الإنتاجي لأي مجتمع ورفده بالطاقات فـي مختلف التخصصات ، وخصوصاًً فـي ظلّ الوضع الاقتصادي والـمالي للبلد والـموازنات الصفرية إن صح التعبير .
وها نحن اليوم نقف على أرض أنبار الخير أنبار العزة والكرامة لنعيد الأمور الأكاديمية إلى نصابها الصحيح ونُطبق شعاراًً أطلقته الجامعة وهو (الجامعة فـي خدمة الـمجتمع) وما هذا الـمؤتمر الـمبارك إلا تجسيداًً لذلك ، ونُطلق دعوةًً مفتوحةًً للجميع للتعاون من أجل إعادة إعمار الأنبار والـمساهمة فـي استقرار العراق ، فالجامعة تبنت خطة استراتيجية للعمل خارج أسوار الجامعة وداخلها والانفتاح والتعاون مع جميع مؤسسات الـمحافظة وخارجها كونها مكمناًً للطاقاتِ البشريةِ بما تمتلكُُهُ من باحثينَ وتدريسيين ، ومكاتبَ استشاريةٍ علميةٍ فـي مُختلفِ التخصصات ، لذلك فإننا نُكررُ الدعوةََ للجميعِ للتعاونِ والتكاملِ خدمةًً لبلدنا ومُحافظتنا .
السيدات والسادة الحضور:
لا يُمكن أن نحتفلَ ونُقيمَ الـمهرجاناتِ العلميةِ فـي ربُوع الجامعةِ دونَ ذكرِ التضحياتِ الكبيرةِ من قبلِ أبناءِ قُواتِنا الـمُسلحةِ بجميعِ صُنوفِها والتي تكلّّلت بتحريرِِ الجامعةِ من براثن الارهاب بدماءٍ زكيةٍ وأرواحاًً غالية ، نسألُ الله لهُُمُ الرحمةََ والـمغفرة ، وكذلك الأرواحُ التي دافعتْ عنِ الجامعةِ مُؤخراًً فـي الهجمة الارهابية الأخيرة
فالرحمةُُ والخلودُ للشهداء
والشَفًَاءُُ العاجِلُ للجرحى
والصبرُ والسلوانُ لذويهِم
الشكرُ كلُّ الشُكرِ للقائمينَ على هذا الـمُؤتمرِ الـمُباركِ من اللجانِ التحضيريةٍ والعلمية ، والشكرُ موصولٌّ للسادةِ الباحثينَ لـمُـشاركتِهِم ، وإثراء الـمُؤتمر بِبُحوثهمُ القيمة التي ندعو أن تأخذَُ طريقها إلى التطبيقِ والاستفادةِ منها ، ولا تبقى حبيسةََ الـمًجلاتِ والكُُتُب ، الشكرُ للسيد عميدِ كليةِ العلوم ، والسيدِ مُديرُ عامِ شركةِ توزيعِ الـمـُنتجاتِ النفطيةِ والفِرَقِ العامِلَةِ معهم لإنجازِ هذا الـمُؤتمر الـمُهم .
الشُكرُ والترحيبْ بالضُيوفِ الكرامِ لحُُضورهم وقائعَ هذا الـمؤتمر مع الأمنياتِ الصادقةِ لنجاحِ هذا الـمؤتمر ممزوجةًً بالدعاءِ للهِ سبحانهُ وتعالى أن يحفظكم ويأخذَ بأيديكم إلى ما يحبُ ويرضى .
وختاماًً نقولُ إن الجامعةَ بعودتها إلى أحضانِ مُجتمعِ الانبار ، فإن لديها الخُُطَطُُ الاستراتيجيةِ والرغبة الشديدة فـي العمل خارج أسوار الجامعة ، والانفتاح والتعاون مع مُؤسساتِ الـمحافظةِ من أجلِ الـمساهمةِ فـي بناءِ الـمحافظةِ واعادةِ اعمارها واستثمارٍ امكانياتها الكامنة عبرَ التعشيق مع مُختلف التخصصات فـي الجامعة .
وختاماًً أيضاًً نُشيد بالجهودِ الـمبذولةِ من قبل القائمين على تنظيم هذا الـمُؤتمر مُتمنين أن يخرجَ بنتائجَ وتوصياتٍ تكون لها الانعكاس الإيجابي على تَطورِ مجتمع الـمحافظة والتنمية البشرية خدمةًً للصالح العام .
حفظ الله العراق وأهله الطيبين الأصلاء ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رابط الكلمة على اليوتيوب